يحكي أنه كان هناك تاجر أمين معروف بصدقه وأمانته وحبه لمساعدة الغير، وقد كان مبدأه في التجارة هو التسامح والحب والأمانة، كان التاجر يبيع الأقمشة الحريرية والمفروشات الجميلة ذات الألوان الرائعة والجودة العالية وكان يذهب إليه الكثيرون لشراء الأقمشة الحريرية بالجودة العالية والأسعار الرخيصة، حيث كان التاجر الأمين يبيع بضاعته بسعر رخيص حتى يستطيع الجميع شرائها فهو لا يهمه المال بقدر ما يهمه إسعاد الغير، وبالفعل أصبح التاجر الأمين من أشهر التجار في المدينة وأكثرهم مالاً ورزقًا لأنه يتقي الله تعالى في تجارته.
وفي يوم من الأيام جاء رجل غريب إلى متجر التاجر الأمين وعبر عن اعجابه بما يبيع من بضائع ذات جودة عالية وأسعار رائعة وأخبره أنه تاجر ويريد شراء الكثير من البضائع منه ولكنه لا يملك المال الآن، فأخبره التاجر الأمين أن بإمكانه أخذ ما يريد من بضائع على أن يرد له المال في وقت لاحق، وبالفعل ساعده التاجر الأمين على أخذ ما يحتاج إليه من بضائع وقد أخذ الرجل الغريب كل ما يحتاج إليه وذهب.
ومرت أيام كثيرة ولم يأتي الرجل الغريب إلى التاجر الأمين ليرد إليه ماله، لذلك قرر التاجر الأمين أن يذهب للبحث عن الرجل الغريب، فظل يبحث عنه في كل مكان وبعد مدة طويلة وجد التاجر الأمين متجر كبير للغاية يأتي لزيارته الكثيرون وقد وجد الرجل الغريب يقف على باب المتجر وقد أتضح أنه صاحب المتجر، وعندما أقترب منه التاجر الأمين أنكره بشدة وأقسم أنه لم يراه من قبل وعندما أصر التاجر على ذلك أمر الرجل عماله ليطردوه خارج المتجر.
ماذا سيفعل التاجر في نظرك؟
وحينها شعر التاجر الأمين بالحزن الشديد وأخذ يلوم نفسهعلى اعطائه بضاعة للرجل دون أن يأخذ أي مال، وأخذ التاجر يفكر في طريقة يستطيع بها حل المشكلة والحصول على ماله من هذا الرجل الكاذب، وقد قضى التاجر الأمين ليلة كاملة في فندق وقد غلبه النعاس من كثرة التفكير وفي الصباح استيقظ على صوت قرع الطبول المزعج، وقد تسائل عن سبب ذلك فأخبره الناس أنه يتم قرع الطبول عدة مرات كلما يموت شخص ما، وكلما كان هذا الشخص ذو هيبة ورفعة كلما ازدادت عدد دقات الطبول، فمثلاً عندما يموت شخص عادي يتم قرع الطبول أربع مرات وعندما يموت الأمير يتم قرع الطبول أكثر من عشرين مرة.
وفي هذه الأثناء خطرت على بال التاجر الأمين فكرة رائعة، فذهب إلى قارع الطبول وطلب منه أن يقرع الطبول عدد ثلاثين مرة وبالفعل قام قارع الطبول بذلك فتسائل الناس عن الأمر ووصل الخبر إلى الأمير الذي أمر بإحضار قارع الطبول وسأله عن سبب ما قام به، فقال له أن التاجر هو من طلب منه القيام بذلك مقابل ليرة ذهبية، فأمر الأمير بإحضار التاجر وسأله عن سبب قيامه بذلك، فقال التاجر الأمين للأمير:
يا سيدي عندما يموت الأمير تقرع الطبول أكثر من عشرين مرة، فمابالك عندما تموت الأمانة ويموت الصدق ويموت الضمير؟
وقد حكى التاجر الأمين إلى الأمير قصته، وقد اعجب الأمير بكلام التاجر الأمين الذي يدل على حرصه على الصدق والأمانة وأمر بإحضار التاجر الكاذب وبالفعل حصل التاجر الأمين على جميع أمواله وأعطاه الأمير مكافأة كبيرة على أمانته وصدقه، فما أجمل أن يتصف الإنسان بالصدق والأمانة وحب الغير.

اترك تعليقاً